الضربات الإسرائيلية على إيران ترفع أسعار النفط والقمح عالميًا

توقعات وقف إطلاق النار تضغط على الأسواق
شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا حادًا في أسعار النفط والمنتجات الزراعية، في أعقاب الضربة الإسرائيلية الكبرى على إيران في 13 يونيو 2025، والتي استهدفت منشآت عسكرية ونووية، وأسفرت عن تدمير شبه كامل للبرنامج النووي الإيراني ومقتل معظم قادة الجيش الإيراني.
النفط يقفز مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية
ارتفعت أسعار خام برنت لشهر أغسطس بنسبة 7.26% في جلسة واحدة لتصل إلى 74.1 دولارًا للبرميل، وهو ارتفاع شهري بنسبة 14%. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بمخاوف من إغلاق محتمل لمضيق هرمز — الممر الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
ورغم الرد الإيراني بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، بعضها استهدف مناطق سكنية، إلا أن قدرة طهران على الرد بقيت محدودة، خاصة بعد تعرض بنيتها التحتية النفطية لضربات إسرائيلية متكررة. في الوقت نفسه، أعلنت إيران استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي، في محاولة لتفادي المزيد من التصعيد.
الأسواق الزراعية تتفاعل مع الارتفاع النفطي
أدى ارتفاع النفط إلى موجة مضاربات طالت الأسواق الزراعية:
ارتفعت عقود القمح الآجلة لشهر يوليو في شيكاغو بنسبة 3%.
زادت عقود القمح في بورصة باريس لشهر سبتمبر بنسبة 2%.
صعدت عقود بذور اللفت الآجلة لشهر أغسطس بنسبة 2.6%.
الأسواق الزراعية ترتبط بشكل وثيق بأسعار الطاقة، خصوصًا من حيث تكاليف النقل والإنتاج والأسمدة، ما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط في فترات التوتر الجيوسياسي.
هل يستمر الارتفاع؟ توقعات بتقلبات قريبة
ورغم القفزات السعرية، تشير التوقعات إلى احتمال تراجع الأسعار قريبًا، إذ:
يمتلك تحالف أوبك+ طاقة إنتاجية احتياطية يمكن تفعيلها سريعًا لتعويض أي نقص في الإمدادات.
تتزايد المؤشرات على اقتراب وقف إطلاق نار، خاصة في ظل استعداد إيران للتفاوض بشأن برنامجها النووي.
لذلك، يرجح المحللون أن تشهد الأسواق تقلبات حادة ومضاربات نشطة خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب لأي تطورات في الملف الإيراني الإسرائيلي.
ختاما، الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران تسببت في اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة والسلع الزراعية، لكن الأسواق تراقب عن كثب الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة. وفي حال تم التوصل إلى اتفاق أو هدنة، قد تشهد الأسعار انخفاضًا سريعًا بعد هذا الارتفاع الصاروخي المؤقت.