الأرض
موقع الأرض

كيف أثرت التغيرات المناخية على إنتاجية المانجو في مصر ؟

اسامه احمد عطا -

المانجو معشوقة المصريين من أكثر الفواكه انتشارا في مصر والعالم حيث يزرع في مصر العديد من أصناف المانجو والتي من أكثرها شيوعًا الأصناف المحلية مثل السكري، العويس الزبدية وتيمور أما الأصناف الأجنبية مثل الكيت الكنت، الماليكا والناعومي. ورغم من توسع الرقعة الزراعية للمانجو مصر في إلا أن انتاجيتها شهدت اضطرابات متعددة خلال السنوات الأخيرة.

وفقا لتقارير صحفية، فقد تراوحت إنتاجية مصر من المانجو بين 2-3 مليون طن سنويًا، في عام 2020، بلغ إجمالي مساحة زراعة المانجو في مصر حوالي 289 ألف فدان، بإنتاجية تقدر بـ 2.8 مليون طن، وفي عام 2023 شهد إنتاج المانجو انخفاضًا في بعض المناطق بسبب التقلبات الجوية، حيث قل إنتاج الأشجار بنسبة 40% في بعض المزارع بسبب موجات الحرارة والصقيع والعواصف الترابية.

محافظة الإسماعيلية، التي تساهم بثلث إنتاج المانجو في مصر، و في عام 2023 أنتجة كمية أقل من المعتاد حيث أنتجت 890 ألف طن تقريبا.

أرجع باحثون أسباب انخفاض إنتاج المانجو في مصر من سنة لأخرى للعديد من العوامل، تشمل التغيرات المناخية تؤثر على نمو الأشجار وإنتاجها وما ينتج عنها من زيادات فجائية في معدلات الإصابات ببعض الأمراض والآفات مثل العفن الهبابي والمن والبق الدقيقي والحشرات القشرية.

من ناحية أخرى أشار بعض الخبراء إلى طريقة تعامل مع المزارع والتي تؤثر على جودة الثمار وكمية الإنتاج خاصة في السنوات الأخيرة بسبب عشوائية التوصيات واستمرار الاعتماد على الأجندات-على حد وصفهم-

قال المهندس محمد بركات استشاري زراعة وإنتاج المانجو إن موسم 2025 من أصعب المواسم التي مرت علي مزارعي المانجو في مصر منذ عام 2018 حيث حدث تاثير كبير جدا في معظم مزارع المانجو في مناطق تمركز زراعة المانجو وأغلبية الأصناف المحلية المصرية وبعض الأصناف الأجنبية.

أوضح استشاري زراعة المانجو، أن التغيرات مرت بثلاث مراحل لدى أشجار المانجو وفي كل مرحلة كان التأثير مختلف على المحصول وذلك من خلال الظواهر الأتية:-

1 : التغير المناخي الأول
حيث بدأ المناخ يكشر عن انيابة بشكل متاخر قليلا عن المعتاد حيث بدأ في دخول فصل الشتاء بشكل دافي وليس بالبرودة المعتادة التي تحتاج اليها أشجار المانجو مما أدي الي خروج كثيف جدا للتزهير المبكر خلال منتصف شهر ديسمبر واوائل شهر يناير الماضي ما أدي انقسام في قرار مزارعين المانجو في الإزالة هذا التزهير منهم من قام بازالة هذا التزهير ومنهم من رفض إزالة هذا التزهير كما تعودو من المواسم السابقة.

2 : التغير المناخي الثاني
حيث حدث تقلب مناخي وهو الأصعب فكان هناك انخفاض كبير جدا خلال النصف الأول من شهر فبراير وصلت الي درجة حرارة أقل من 0 مئوية لعدة أيام متتالية في مناطق عديدة مثال ( الإسماعيلية ، الشرقية ، صحراوي الإسكندرية)
حيث تأثرت الأشجار بشكل كبير جدا من هذة الموجة و حدث احتراق الأشجار بشكل كامل ومنها من حدث احتراق كامل للشماريخ الزهرية المبكرة التي لم يحدث لها ازالة وتقصيف.

3 : التغير المناخي الثالث
حيث حدث تذبذب كبير في درجات الحرارة مابين الدفىء نهارا والبرودة الليلية فحدث ما لايتوقعة احد وهو خروج التزهير بشكل مختلف ومتغير نتج عنه
1 : تزهير مختلط او تزهير ورقي
2 : خروج مجموع خضري بشكل كامل.
3 : خروج تزهير عادي بدون أوراق
وهذا حدث للمزارع التي تم تقصيف التزهير المبكر بها والمزارع التي تم خروج التزهير بها بشكل متاخر قليلا او في المواعيد الأساسية للخروج الزهري ما تسبب في وقوع مشاكل عديدة للشماريخ الزهرية في بعض الأجيال بالأخص الأجيال الزهرية الأولي والثالثة والرابعة وفي مرحلة العقد والإخصاب التي تغيرت درجات الحرارة وحدث تفاوت في درجات الحرارة بين الليل والنهار ما أدي الي فشل العقد والإخصاب و ظهور العقد الكاذب و تساقط في الثمار في هذة الفترة.

أكد بركات في" حديثه مع جريدة الأرض"عن أن هذا التغير أدي الي نقص الإنتاجية في بعض الأصناف بالأخص الأصناف المحلية في اغلب مناطق مصر والأصناف الأجنبية في بعض المناطق.

أضرار المناخ المتغير خلال مرحلة التزهير وكيفية تفاديها؟

كشف المهندس محمد، عن أضرار المناخ المتغير خلال مرحلة التزهير وذلك من خلال عدم خروج التزهير والتخريج الخضري، طفي الأزهار وموت الأجنة بعد عملية العقد.

اختتم، ان المناخ يتحكم في أشجار المانجو بشكل كبير جدا وان درجات الحرارة هي المتحكمة في خروج التزهير والعملية الزهرية والثمرية بعد ذلك، مناشداً مزارعي المانجو في مصر بضرورة مراقبة المناخ بشكل جيد والتركيز علي تنظيم خروج الشماريخ الزهرية في تعدد الأجيال الزهرية لتفادي حدوث تاثير كامل للجميع الشماريخ الزهرية.