موجة حر قاسية تهدد إنتاج القمح في قلب الصين وتعزز الضغوط على الأسواق العالمية

أطلقت السلطات الصينية للأرصاد الجوية تحذيرا شديد الخطورة بشأن موجة حر جافة وحارقة متوقعة في بداية الأسبوع القادم، من يوم الاثنين وحتى الخميس، من شأنها أن تضرب المناطق الزراعية الرئيسية لزراعة القمح الشتوي في الصين. وتتوقع الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة في بعض هذه المناطق، بما في ذلك مقاطعات خنان، شنشي، وشانشي، حاجز 40 درجة مئوية، وهي أرقام غير معتادة لهذا الوقت من العام وقد تسجل مستويات قياسية جديدة.
وتعد مقاطعة خنان التي تُعرف بـ«مخزن حبوب الصين» مركزًا حيويًا لإنتاج القمح، حيث تمثل حوالي 27% من الإنتاج الوطني لعام 2024. وهذا يعني أن الأضرار التي قد تلحق بالمحاصيل هناك ستكون ذات تأثير كبير على الأمن الغذائي داخل البلاد. وتتزامن هذه الموجة الحارة مع مرحلة حاسمة في نمو القمح، وهي مرحلة امتلاء الحبوب، التي تتطلب ظروفًا مناخية معتدلة لتطوير المحصول بشكل صحي وسليم. ومع الرياح الجافة المرافقة للحرارة الشديدة، يمكن أن تتسارع عملية نضج الحبوب بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى تقليل حجم المحصول وجودته.
ويبدأ موسم حصاد القمح في خنان عادة في أواخر مايو، ما يجعل هذا التهديد المناخي بمثابة جرس إنذار مبكر أمام المخاطر المحتملة لتراجع الإنتاج. وتزداد المخاوف مع تزايد الطلب المحلي، حيث لجأت الصين إلى استيراد كميات كبيرة من القمح من دول مثل أستراليا وكندا، حيث بلغت مشترياتها نحو 400 إلى 500 ألف طن مؤخرًا، في محاولة لتعويض النقص المحتمل في الإنتاج المحلي.
هذا الوضع يعكس تحديًا كبيرًا للصين، التي تعتمد بشكل كبير على إنتاجها الداخلي للقمح لتلبية احتياجاتها الغذائية. وأي تراجع في إنتاج مقاطعة خنان قد يُجبر البلاد على زيادة وارداتها بشكل كبير، مما سيضيف المزيد من الضغوط على سوق القمح العالمية التي تعاني بالفعل من اضطرابات متزايدة بسبب عوامل مناخية وأحداث سياسية في مناطق إنتاج رئيسية أخرى حول العالم.
في ظل هذه الظروف، يبقى المزارعون والمراقبون الزراعيون في حالة ترقب لنتائج الحصاد، بينما تستعد الصين لمواجهة انعكاسات موجة الحر على غذائها الوطني وتأمين إمدادات القمح للسوق المحلي، مع احتمال أن تتأثر أسعار القمح عالمياً بالتطورات القادمة.