الأرض
موقع الأرض

تراجع أسعار بذور عباد الشمس في أوكرانيا وسط ارتفاع المعروض العالمي

محمود راشد -

تشهد أسعار بذور عباد الشمس في أوكرانيا انخفاضا ملحوظا، متأثرة بتزايد الإمدادات الموسمية من زيت عباد الشمس الأرجنتيني والروسي، مما ضغط على السوق وأدى إلى تراجع أسعار الشراء من المنتجين.

وسجلت الأرجنتين حصادا قياسيا بلغ 4.7 مليون طن من بذور عباد الشمس هذا العام، ما شجع مستوردي الأسواق الكبرى، مثل الهند، على زيادة مشترياتهم من الزيت الأرجنتيني الأرخص. بالتوازي، انخفضت أسعار زيت عباد الشمس الروسي نتيجة تراجع رسوم التصدير وأسعار البذور محليًا.
وبحسب بيانات وكالة IKAR الروسية، تراجعت أسعار بذور عباد الشمس في روسيا بنسبة 1% لتتراوح بين 400 و420 دولارًا للطن (من دون ضريبة القيمة المضافة)، في حين انخفضت أسعار زيت عباد الشمس بنسبة 0.5% ليبلغ 910 إلى 940 دولارًا للطن. ورغم هذا الانخفاض، فإن هامش الربح في قطاع المعالجة لا يزال سلبيًا، ما يُعقّد الوضع بالنسبة للمصانع الصغيرة والمتوسطة.
كما أدى خفض رسوم التصدير الروسية إلى تراجع أسعار تصدير زيت عباد الشمس الروسي للتسليم في مايو إلى 1075-1100 دولارًا للطن (فوب).
في أوكرانيا، انخفضت أسعار التصدير إلى 1110-1115 دولارًا للطن عبر موانئ البحر الأسود، وبلغت الأسعار 1150-1170 دولارًا (DAP) إلى أسواق ألمانيا ومقدونيا، وسط تراجع الطلب الأوروبي بسبب انخفاض أسعار النفط الخام وزيت بذور اللفت.
أما داخليًا، فقد استقرت أسعار بذور عباد الشمس التي تحتوي على 50% من الزيت عند 26,000 – 26,700 هريفنيا أوكرانية للطن (ما يعادل 550 – 565 دولارًا للطن غير شاملة ضريبة القيمة المضافة) عند التسليم للمصانع، غير أن العروض من المنتجين ارتفعت. ونتيجة لهوامش الربح المنخفضة أو السالبة، اضطر عدد من المصنعين الصغار إلى وقف العمليات، وزاد عدد المصانع المعروضة للبيع والتي تتراوح طاقتها الإنتاجية بين 20 و150 طنًا يوميًا.
علاوة على ذلك، ساعد هطول الأمطار الغزيرة في أوروبا الشرقية وأوكرانيا وروسيا في تحسين ظروف الزراعة، ما يعزز التوقعات بزيادة المساحات المزروعة بمحصول عباد الشمس على حساب فول الصويا الأقل ربحية هذا الموسم، مما يُنذر بمزيد من الضغط على أسعار زيت عباد الشمس في الموسم المقبل.
وعلى صعيد الأسواق العالمية، ساهم ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 7% خلال الأسبوع في دعم أسعار زيت فول الصويا، بينما بقي زيت النخيل تحت الضغط بفعل وفرة الإنتاج والمخزونات، ما يُتوقع أن يدفع المستوردين للتوجه إلى زيت النخيل الأرخص، ويُحد من احتمالات تعافي أسعار زيت عباد الشمس على المدى القريب.
ويشهد السوق حالياً منافسة شرسة بين الموردين، وتضييق هوامش الربح لدى المعالجين، خاصة في أوكرانيا. استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى إعادة هيكلة القطاع محليًا، وربما خروج عدد من اللاعبين الصغار، في حين يبقى النجاح مرهونا بالقدرة على الصمود في مواجهة تدفقات الإمدادات منخفضة التكلفة من الأرجنتين وروسيا، وتطورات الطلب في آسيا وأوروبا.