الأرض
موقع الأرض

توترات الهند وباكستان تهدد موسم حصاد القمح على طول الحدود

محمود راشد -

تشهد المناطق الزراعية على الحدود الشرقية لباكستان حالة من الشلل الزراعي، مع تفاقم التوترات مع الهند عقب هجوم دامٍ في كشمير أودى بحياة 26 شخصًا، وهو الأكثر دموية منذ سنوات.

فرضت السلطات الباكستانية قيودًا أمنية مشددة في المناطق القريبة من نقطة واجاه الحدودية، ما منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم خلال أكثر مراحل موسم القمح حساسية. وتعني هذه التأخيرات المحتملة خسائر مباشرة لمزارعين ينتظرون موسم الحصاد بعد أشهر من الجهد والاستثمار.
يقول محمد عدالت سردار، أحد المزارعين المتضررين: "نحن نعمل على هذه المحاصيل طوال ستة أشهر. التأخير في الحصاد لا يعني سوى الخسارة. رسالتنا بسيطة، نرجو من البلدين تجنب الحرب. إنها ليست في مصلحة أحد".
من جانبه، أشار المزارع محمد زيشان إلى أن شباب القرى باتوا عاجزين عن تقديم المساعدة، بعد أن أخذوا إجازات خصيصًا لفترة الحصاد، وقال: "اليوم، الحقول فارغة، والعمال بلا عمل، يلعبون الكريكيت بدلًا من العمل. إنها خسارة فادحة".
ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان سجلًا طويلاً من الاضطرابات الزراعية على جانبي الحدود، حيث لطالما تسببت التوترات العسكرية في إجلاء السكان أو تدمير المحاصيل، مما يزيد من هشاشة المجتمعات الريفية في هذه المناطق.
وكانت الهند قد حمّلت باكستان مسؤولية الهجوم في الشطر الخاضع لسيطرتها من كشمير، واتهمتها بإيواء جماعات مسلحة وهو اتهام تنفيه إسلام آباد بشدة وردّت بتجميد العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المعابر الحدودية، مما عمّق من عزلة المجتمعات الحدودية.
مع تصاعد الدعوات داخل الهند للرد العسكري، يترقب السكان على الجانبين التطورات بقلق، فيما تذبل أحلام موسم وفير تحت شمس الحدود المتوترة.