الأرض
موقع الأرض

كيف تزيد إنتاجية فدان القمح باستخدام الأسمدة الحيوية؟

-

حين يتعلق الأمر بمُتطلبات الأمن الغذائي العالمي، فلا مفر من الحديث عن محاصيل القمح، إذ أن القمح يُعد من الأكثر المحاصيل طلبًا على الإطلاق على مستوى العالم. فمنذ مئات السنين، تكون لدى الوعي الجمعي لسكان الكرة الأرضية رؤية واضحة وشاملة مفادها أن القمح هو من أهم أنواع الغذاء على الإطلاق، لما يوفره من عناصر غذائية لا تتوفر إلى من خلاله. وقد تسبب الطلب المتزايد على القمح، بالإضافة إلى الزيادة السكانية المُطّردة، إلى التفكير في كيفية زيادة إنتاج القمح بكل الطرق المُمكنة، وذلك بهدف سد احتياجات الشعوب من هذا المحصول الهام، وكان استخدام الأسمدة الكيماوية هي الفكرة الأولية في هذا الصدد.

وبالرغم من فعالية تلك الفكرة، إلا أن بداية تطبيقها صاحبها مخاوف هائلة تتعلق ببعض الأعراض الجانبية الجسيمة مثل تردي جودة التربة والتلوث البيئي الناتج عن استخدام الأسمدة الكيماوية، بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة لتطبيق ذلك النهج. لعقود طويلة كانت وسيلة الأسمدة الكيماوية تُمثل امتداد لسعي البشرية بشكل عام لتتطور واختيار الطُرق المختصرة لتحقيق النجاح، ولعل ما نشهده اليوم من توسع في مجال الترفيه الإلكتروني أحد الأمثلة الواضحة لمثل تلك المساعي. إذ أن اللاعبين من جميع أنحاء العالم يسعون إلى تحقيق الأرباح الطائلة من خلال باقة الألعاب الكازينو الاون لاين المتنوعة مثل لعبة روليت لايف، حيث الإثارة التفاعلية والتواصل المُباشر مع المُوزع المُحترف وحتى بقية اللاعبين!

وبالنظر للأضرار التي صاحبت استخدام الأسمدة الكيماوية، كان لا بُد من العثور على حل جذري وبديل فعال والذي كان هو بدون أي شك الأسمدة الحيوية، أو الأسمدة العضوية، والتي هي عبارة عن تركيبات تحتوي على كائنات حية دقيقة تعمل على استهداف منطقة الجذور وتعزيز مستويات النمو من خلال توفير العناصر الغذائية الأساسية للمحاصيل. إذ يكمن الاختلاف بين الأسمدة الكيماوية والأسمدة الحيوية في آلية مد التربة بالعناصر الغذائية، ففي حين أن الأسمدة الكيماوية تعمل على تغذية النبات بصورة مباشرة، تعمل الأسمدة الحيوية على التأقلم مع النباتات والنظام البيئي للتربة والاندماج مع الطبيعة المُحيطة لإطلاق العناصر الغذائية وتعزيز التربة، والذي يُسفر في النهاية عن تحفيز نمو المحاصيل.

تتلخص فعالية الأسمدة الكيماوية بشكل أساسي في انتقاء السُلالات الميكروبية المُلائمة للمحصول المُحدد وطبيعة التُربة. وحين يتعلق الأمر بمحاصيل القمح، فهناك عدة من الأسمدة الحيوية التي تؤتي بثمارها بشكل فعال مثل:

  • الأسمدة النيتروجينية: ذلك النوع الذي يحتوي على كائنات حية دقيقة مثل Azotobacter وAzospirillum، يُعد من أبرز أنواع الأسمدة الحيوية التي تُعزز من إنتاجية محاصيل القمح على مستوى العالم. إذ يتسم ذلك النوع من البكتريا بقدرته على تحويل النيتروجين الجوي إلى عُنصر الأمونيا، الأمر الذي يُتيح للنباتات امتصاصه بطريقة سهلة.

  • الأسمدة المُذابة للفوسفات: تعمل البكتريا المُذابة للفوسفات، "PSB"، مثل Bacillus وPseudomonas، على توفير عنصر الفوسفور في صورته السائلة من خلال إذابته وتسهيل عملية وصوله إلى التربة. وتُساهم تلك العملية في نمو الجذور بشكل فعال وتكوين الحبوب.

  • الأسمدة المُحفزة للبوتاسيوم: عنصر البوتاسيوم هو أحد العناصر التي تتراكم داخل معادن التربة، وتعمل أنواع البكتيريا مثل Bacillus Mucilaginosus على تكسير هذه المعادن وإطلاق البوتاسيوم في محلول التربة. وتؤدي هذا النشاط إلى امتصاص الجذور لعُنصر البوتاسيوم، والذي يحظى بأهمية بالغة في تحقيق توازن الماء في النباتات، إلى جانب تعزيز قوة السيقان، وكذلك الارتقاء بمقاومة الأمراض والآفات.

  • الفطريات الشجرية: تُشكل تلك الفطريات الجذرية الشجرية، "VAM"، ارتباطًا وثيقًا مع جذور المحاصيل الزراعية، حيث تمتد خيوط الفطريات إلى ما هو أبعد من مجرد جذور النباتات، لينتج عن ذلك في نهاية الأمر زيادة مساحة السطح الامتصاصي، وبالتالي وصول الماء والعناصر الغذائية إلى النباتات.

وإجمالًا، يُعد استخدام الأسمدة الحيوية في تعزيز إنتاجية المحاصيل بما في ذلك محصول القمح أسلوبًا مُهمًا، فمن خلال تعزيز توفر العناصر الغذائية، وزيادة نمو المحاصيل، تُقدم تلك الأسمدة منفذًا مُستقرًا وذو تكلفة قليلة. لم تعُد هناك حاجة ضرورية إلى الاعتماد على الأسمدة الكيماوية، إذ أن الأسمدة الحيوية بمثابة قفزة مُميزة في سبيل التنمية الزراعية وتوفير المحاصيل المُهمة مثل القمح وسد احتياجات العالم إلى تلك الحبوب الضرورية.