موقع الأرض

تقاليع بيض المائدة.. تقنين أوضاع وغرامة مالية لمهربيه

”يا بيض مين يشتريك”

-

"يابيض" مين يشتريك،، عبارة تنطبق تماماً على أسعار بيض المائدة، نتيجة سلسلة طويلة من ارتفاعات أسعار الأعلاف، والدواجن، وأصبحت هذه السلعة الغذائية اليومية، محرمة على الفقراء، ليس فقط في مصر، بل كظاهرة عالمية.
المثير في الأمر، ان بعض الدول، بدأت في سن قوانين تجرم جلب البيض من دول أخرى، كما فعلت الولايات المتحدة، حيث أعلنت واشنطن عن غرامة مالية كبيرة لمهربي البيض من الحدود المكسيكية.
وتعود الأزمة بشكل مباشر إلى شح في مدخلات صناعة الدواجن التي تعتمد على توافر الدولار، إضافة إلى استمرار ظاهرة الاحتكار سواء في الأعلاف التي تعد المكون الأساسي في صناعة الدواجن، أو أسعار الكتاكيت التي تعتمد عليها المزارع، وهي أيضاً مستوردة وتعتمد على توافر الدولار.
ووفق شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، يبلغ حجم إنتاج مصر من الدواجن ما يقرب من 1.5 مليار طائر سنوياً، وهذا يغطي الاستهلاك بالكامل، وتشير تقديرات وزارة الزراعة إلى أن استثمارات قطاع الدواجن في مصر تبلغ نحو 100 مليار جنيه (3.267 مليار دولار)، ويبلغ حجم الإنتاج من بيض المائدة حوالى 13 مليار بيضة، ويستوعب القطاع أكثر من ثلاثة ملايين عامل، ويبلغ إجمالي المنشآت العاملة به 38 ألف منشأة.

"تقنين البيض" .. والمطاعم تمنع تناوله على الفطار:
وفي المملكة المتحدة، فوجئ المستهلكون البريطانيون خلال زيارتهم متاجر بغية شراء البيض، برؤية الرفوف فارغة، وطُلب منهم تقنين الكمية التي يشترونها من تلك بيض المائدة.
وتم إخطار المتسوقين بأنه لا يمكنهم شراء سوى 3 علب بيض في كل مرة، وبدأت المطاعم تقدم وجبات إفطار كاملة من دون بيض، لأنها تواجه مشكلات في الإمدادات.

عصابات البيض.. أضحوكة تحدث بالفعل وغرامة كبيرة للمهربين:
بيض المائدة، من الممنوعات والمحرمات، بالفعل أصبح كذلك، بل وهناك عصابات بدأت تسلك "تهريب" البيض، على الحدود الامريكية المكسيكية
وأوقفت سلطات الحدود الأميركية مع المكسيك، مواطنين عاديين يعبرون وبحوزتهم كميات كبيرة من البيض بسبب ارتفاع أسعاره بوتيرة متزايدة.
وحذر مسؤولو الحدود الأميركية خلال الأيام الماضية، من عمليات تهريب البيض من الخارج، وتم تسنين العقوبة، بغرامة مالية تصل إلى 10 آلاف دولار لمن يتم ضبطه في عملية تهريب البيض.
وأصبح البيض، وحدة قياس التضخم الذي ضرب الولايات المتحدة في العامين الماضيين، إذ ارتفع سعر البيض بنسبة 150 %، وفق مكتب إحصاءات العمل الأميركي.
وكان البيض الأميركي الأكثر تأثراً بالتضخم من أي سلعة غذائية أخرى، خاصة انه سلعة رئيسة في وجبة الفطار لبلاد العم سام، وهنا، اقترحت بعض "كوميكس" السوشيال ميديا، أن تكون هدية عروض الزواج عبوة من البيض بدلاً من الخاتم، وآخر يدعو حبيبته لعشاء في مكان فخم محاطين بصفوف من عبوات البيض.

بيض المائدة "محرم" على الفقراء:
وشهدت فلسطين، وتحديداً قطاع غزة، ظاهرة معيشية قاسية، حيث اصبح بيض المائدة، من طبق الفقراء المفضل هناك، إلى أن اقتصر وجوده على موائد أثرياء غزة، أو على الأقل لفئة أصحاب الدخل المرتفع من قاطني الدولة الشقيقة، إذ قفز سعر العبوة الكرتونية من 4.5 دولار إلى مايزيد عن 10 دولارات، خلال أيام قليلة.
ويبلغ تعداد سكان غزة نحو 2.3 مليون نسمة، أغلبهم من محدودي الدخل والأقل دخلاً بواقع نحو 1.2 مليون فرد، وبالتالي فان ارتفاع لأسعار لبيض المائدة حرم غالبية المستهلكين من شرائه والاستغناء عنه تماماً.
أسعار بيض المائدة ترتفع بشكل جنوني، ولم تشهد في أي يوم استقراراً، مع العلم ان البيض من أكثر السلع الغذائية تسجيلاً لارتفاعات قياسية في غزة.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة، فإن سكان غزة يأكلون سنوياً نحو 200 مليون بيضة، ويبلغ نصيب الفرد في العام الواحد نحو 100 بيضة.
ومع ارتفاع سعر بيض المائدة، بادر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وعدد من الجمعيات الأخرى، بتوزيع أطباق البيض مجاناً على الأسر الأشد فقراً.
من جهتهم يرجع أصحاب مزارع الدجاج البياض الارتفاع المتواصل لسعر بيض المائدة إلى أسباب عدة، أولها ارتفاع أسعار الأعلاف والصوص وتكاليف التربية.
وقالت نقابة مربي الدواجن والثروة الحيوانية في غزة، إنه من المستحيل انخفاض أسعار البيض خلال الفترة الراهنة، نتيجة ارتفاع تكلفة الأعلاف عالمياً.
فالأعلاف التي تعد غذاء الدجاج البياض، ارتفع ثمن الطن منها من 700 دولار إلى 1000، ويوجد في غزة نحو 300 مزرعة دواجن لإنتاج البيض، فيها قرابة 800 ألف دجاجة مخصصة لإنتاج بيض المائدة.