الخميس 25 أبريل 2024 مـ 12:19 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

باحث يوضح لـ”الأرض” خطوات نجاح مشروع تسمين وتربية الأغنام والماعز

الدكتور عيد المنياوى
الدكتور عيد المنياوى

المنياوى : العليقة المتزنة ضرورى لنجاح مشروعات الأغنام والماعز .. والتحصين أمر ضرورى

 المنياوى : ارتفاع تكاليف الأعلاف أبرز عائق يواجه مربى الغنم والماعز.. والبديل فى "مخلفات المحاصيل"

المنياوى : هناك 3 طرق لزيادة انتاج الماعز والأغنام.. والنظام المكثف جيد لزيادة عدد المواليد

المنياوى : الفطام المبكر أفضل من المفاجئ للحفاظ على الأم وصحة المولود

المنياوى : الجرب والسل الكاذب أكثر أنواع الأمراض شيوعًا بين الأغنام والماعز.. ولابد من التحصينات

يمثل الإنتاج الحيوانى ثلث الإنتاج الزراعى فى مصر، ويشكل قطاع الأغنام والماعز نسبة ليست بقليلة فى قطاع الإنتاج الحيوانى حيث يمثل الأغنام منه 25%،  بينما يمثل الماعز حوالى 15% من الإنتاج الحيوانى فى مصر، ووفقا لإحصائية بوزارة الزراعة فأن تعداد الأغنام يبلغ حوالى خمسة ونصف مليون رأس، والماعز 4 مليون رأس، وحول مشاكل هذا القطاع وأهم العوامل التى تؤثر على نجاحه كان لـ"الأرض" هذا الحوار مع الدكتور عيد المنياوى، باحث أول بقسم بحوث الأغنام والماعز بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى بمركز البحوث الزراعية، وإلى نص الحوار ...

ما أبرز مشاكل تواجه مربى الأغنام والماعز حاليا؟

تتركز من 90إلى 95 % من الثروة الحيوانية عند المربى الصغير، وأبرز مشكلة تواجه المربيين حاليًا تتمثل فى ارتفاع الأسعار للخامات التى تتكون منه الأعلاف، فالأعلاف غالية للغاية، ويجب أن نتجه للإعلاف الغير التقليدية بأن يدخل المربى مخلفات المحاصيل الزراعية فى تعذية الحيوان، وهذا يساهم فى تخفيض تكلفة الأنتاج، فارتفاع أسعار الأعلاف يعد أبرز عائق تواجه المزارع والمربى الصغير، وارتفاع التكلفة سيجعل سعر بيع الحيوان مرتفع وهذا سيشكل له أيضا عائقًا فى التسويق.

ومن أين نحصل على الأعلاف الغير تقليدية وهل هى متوافرة أمام المربى؟

الأعلاف الغير تقليدية موجودة وتختلف من منطقة لمنطقة، والمحاصيل التى تجود زراعتها فى منطقة معينة نأخذ مخلفاتها وندخلها فى تغذية الماعز والأغنام بنسب معينة، ومن هذه المخلفات حطب الذرة والقطن وعرش الطماطم وعرش السمسم والفول السودانى وتبن القمح وتبن الفول البلدى وجريدة النخيل ونوة البلح، وأيضا يمكن الاستفادة من مخلفات الموز فى صناعة الاعلاف، ووفقا لرسالة ماجستير قمت بإعدادها فأن مخلفات الموز يمكن استخدامها فى تغذية الماعز والأغنام، فشجرة الموز نسميها بـ"نبات قاتل أمه وأبيه" بمعنى أذا قطفنا ثمار الموز، الشجرة تصبح بلا قيمة، وحينها نقوم بقطعها ورميها وهذا يتسبب فى تلوث نهر النيل لأن الموز يرزع بالقرب من نهر النيل، لذلك ننصح بأخذ هذا الشجر الذى أصبح بلا قيمة وتجفيفه، ونقوم بعمل معاملات كميائية آمنه وندخله بنسب فى تغذية الحيوان.

وكيف يمكن للمربى إعداد هذه الاعلاف؟

المربى المصرى لديه خبرة ولكن تنقصه الإمكانيات، ومن لا يمتلك هذه الخبرة عليه التوجه لأقرب جمعية زراعية ويسأل عن الطريقة التى يتم بها إدخال المخلفات فى تغذية الحيوان، واذا لم يعثر على معلومة تفيده فعليه التوجه لمعهد بحوث الأنتاج الحيوانى وسنساعده ونوفر له المعلومات اللازمة له، ونحن كباحثين نقوم كل فترة بتدريب المهندسين الزراعيين بالمديريات الزراعية على هذه النسب لتعريفها للمربيين.

وكيف يمكن للمربى زيادة إنتاجه من الماعز والأغنام من حيث أعدادها ولحومها وألبانها؟

يمكن تحقيق ذلك من خلال ثلاث طرق أولها أن نجلب سلالات محسنة ونقوم بعمل تهجين مع سلالات المربى باستخدام التلقيح الإصطناعى، والطريقة الثانية من خلال الانتخاب، أى اختيار من القطيع أفضل رأس ماعز أو غنم تعطى أفضل انتاجية لنبقى عليها فى القطيع، أما الذى تعطى إنتاجية أقل فيتم التخلص منها، وهذا يحتاج من المربى ترقيم أفراد القطيع وعمل سجلات خاصة بها، أما الطريقة الثالثة فهى نظام الإنتاج المكثف وفيها يحصل المربى على 3 ولادات خلال سنتين بدلا من ولادتين فقط، فمن المعروف أن فترة الولادة والفطام والإعداد للولادة الأخرى تستغرق سنة، وخلال السنتين يحصل المربى على خلفتين فقط، بينما اذا اتباعنا النظام المكثف فى الانتاج، فيمكن زيادة عدد الخلفات إلى 3 خلال سنتين، وذلك من خلال تقليص مدة الفطام من أربع شهور إلى شهرين، حيث نقوم بإرضاع المواليد رضاعة كاملة من الأم لمدة شهر بعد الولادة، وفى الشهر الثانى تندرج فى تغذية هذه المواليد على العليقة المركزة التى تتكون من 83 % حبوب الذرة مدشوشة جرش خشن، و15% كسب فول صويا و1.4 حجر جيرى و0.5% ملح طعام، و0.1 %مخلوط أملاح معدنية وفيتامينات، وهذه العليقة تكاد تكون قيمتها مثل قيمة الرضاعة الطبيعية، ونقوم فى الأسبوع الأول من الشهر الثانى نقوم بعزل المولود عن أمه فى الليل وفى الصباح نعطى لكل مولود ربع كيلو من العليقة وبعدها ندخله  لأمه من أجل الرضاعة، وحينها سيكون معدة المولود بها ربع عليقة وثلاث أربعها لبن الأم، وفى الأسبوع الثانى نزود العليقة إلى نصف كيلو ليقل ما يأخذه المولود من الأم إلى النصف، وفى الأسبوع الثالث نزود العليقة بربع أخر، لتصبح معدة المولود ممتلئ ثلاث أربعها بالعليقة والربع الأخر من لبن الأم، وفى الأسبوع الأخير نعطى المولود كيلو عليقة ويكون بذلك قد فطمناه فى مدة لا تتعدى الشهرين، وبهذه الطريقة يكون قد حافظنا على الأم من الإصابة من إلتهاب الدرع، وكذلك حافظنا على المولود من خلال تجنب الفطام المفاجئ الذى قد يسبب ارتباكات معوية قد تؤدى للوفاة، وهناك عملية أخرى نزود بها الإنتاج وهى تسمى "الفلاشينج" أى قبل عملية التلقيح أقوم بتزويد كمية الغذاء بحيث أزود التبويض، وهذا يساعد فى جعل نسبة التوأمية والخصوبة تكون أعلى.

ما هى أنواع الماعز الأكثر نجاحا فى مشروعات التربية والتسمين؟

التربية تعنى أربى أمهات ونقوم بتلقيحها لتنتج مواليد، أما التسمين فيعنى أن المربى يقوم بشراء حملان صغيرة ويقوم بتسمينها وبيعها بعد ذلك، وجميع السلالات المحلية لدينا جيدة فى التربية والتسمين، وكل منطقة لها سلالاتها التى تجود فيها، وفى بحرى توجد سلالة البرقى، وفى كفر الشيخ والمنوفية والدلتا توجد سلالة الرحمانى، وفى الصعيد سواء المنيا والفيوم وبنى سويف توجد سلالة الأوسيمى، وفى أسيوط توجد سلالة الصعيدى، وفى الوادى الجديد توجد الفرافرة وفى سوهاج توجد سلالة السوهاجى، والأهم لنجاح مشروع التربية هو أن تكون العليقة متزنة وخصوصا عليقة ما بعد الفطام لأن لها دور كبير فى زيادة لحوم الماعز والأغنام، وفى التسمين أنصح المربى بأن يبدأ مشروعه بعشر رؤوس يجلبها من أقرب سوق له، وأن يراعى عند شرائها عدة مواصفات لابد وأن تتوافر فيها.

وما هى هذه الموصفات؟

أولا عندما يذهب المربى للسوق عليه ان يلقى نظرة من بعيد على كل التجار الذين يقومون بالبيع، والتاجر الذى يعرض ماعز واغنام نائمة على الأرض يبتعد عنه، اما اذا وجد المربى أن التاجر يعرض ماعز واغنام منتبهه وتأكل بشكل جيد يقترب منها ويفحصها، وعند الفحص يجب أن يختار المربى الحيوان صغير السن ويمكنه معرفة ذلك من خلال الأسنان،  فالحيوان الصغير فى السن تكون أسنانه صغيرة وبعيدة عن بعضها البعض، والعكس صحيح، والأفضل أن يشترى ما يكون عمره من  شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر لأن هذا العمر يعطى إنتاجية وتكلفته ستكون أقل لأن نموه حينها يكون سريع،ويجب أن يكون وزن الحيوان من 15 إلى 18 كيلو وصوفه يكون قوى ولامع، أما اذا كان غير كذلك فيجب البعد عنه لأن يكون حينها مصاب ببعض الأمراض، كما يجب أن يتجنب المربى شراء أى حيوان يكون به أى إفرازات فى أى فتحة فى جسمه سواء من أذنه أو عينه أو أنفه أو فمه أو أى فتحات أخرى.

وماذا عن التربية هل هناك شروط هامة لضمان نجاحها؟

يجب على المربى أن يستعين بسلالات أجنبية مثل الفنلندى والرومانوف، والفنلندى نقوم بتهجينه مع الأوسيمى ، أما الرومانوف فنقوم بتهجينه من الرحمانى، وهذا يساعد فى زيادة الإنتاجية، ويمكن للمربى أن يحصل على هذه السلالات من خلال محطة سخا بكفر الشيخ ، أو محطة موسى التابعتين لمركز البحوث الزراعية، كما يجب أن يراعى المواصفات التى ذكرنها سابقا عند الشراء والتى من أهم أن يكون الحيوان منتبه ولا توجد به أى إفرازات.

وبأى عدد نبدأ به مشروع التسمين والتربية؟

فى التسمين يمكن أن يبدأ المربى بعشرة أو عشرين على حسب إمكانياته المادية، لكن فى مشروع التربية لكى يكون اقتصادى ومربح يجب ان يكون لكل كبش معه 25 أنثى، مع جلب كبش ثانى احتياطى فى حالة مرض الأول يقوم الأخر بالتلقيح.

وهل هناك نصيحة معينة تعطيها لمن يرغب فى الخوض فى مشروع التربية والتسمين لأول مرة؟
يجب أن يشترى من أماكن موثوق فيها وتكون محصنة وسليمة، ويجب أن يكون مكان مزراعته آمن من السرقات، وان تكون الحظائر نصف مظللة، وتكون ممحرة من ناحية الحيوان، وأن تكون الأدوات المستخدمة فى تغذية وشرب الحيوان نظيفة ومطهرة باليود، والأرضية كذلك تكون مطهرة، كما يجب أن يحرص على تطهير المكان الذى سيربى فيه احتياطًا للقضاء على أى فيروسات محتمل تواجدها فى المكان.

وهل هناك مواسم أو شهور معينة لا ينصح ببداية أى مشروع تسمين أو تربية خلالها؟

  بالنسبية للتسمين، يجب أن يشترى المربى فى شهر جمادى الأخر لأن ذلك يحقق له ربحية عالية خاصة وان عقب خمس أشهر من عملية الشراء يأتى عيد الأضحى فيحقق حينها ربح أعلى، وبالنسبة للتربية، فيمكن للمربى أن يشترى فى أى وقت مع مراعاة المواصفات الصحية التى يجب توافر فى الحيوان عند الشراء.

وما أكثر مرض يقابل مربى الغنم والماعز؟

أكثرها مرض الجرب والسل الكاذب، وفى حالة الجرب يجب أن نقوم بعزل الحيوان المصاب فى مكان لا يكون اتجاه الرياح فيه ناحية الحظيرة التى بها الحيوانات السليمة، وبعد العزل يقوم المربى بوضح كيس بلاستيك أسفل الحيوان المصاب ثم يقوم بقحط المكان المصاب بالجرب حتى يفرز منه الدم ، وبعدها يقوم بطلائه بمادة عازلة ولتكن الفزلين الطبى أو مرهم كبريت، ثم حقنه بدواء الأيفوماك بجرعات محددة بحسب وزن الحيوان، وبعد الإنتهاء من ذلك يقوم المربى بحرق الكيس البلاستيك منعا لتفشى العدوى للحظائر الأخرى، ويمكن استخدام الايفوماك كوسيلة لوقاية الحيوانات من الإصابة بالجرب من خلال تحصينه بهذا الدواء مرة كل ست شهور ويعقب كل مرة أعطاء جرعة تنشيطية أخرى بعد 15 يوم، وفى حالة الإصابة بالسل الكاذب أو ما يسمى بالخراج نقوم بعزل الحيوان المصاب ثم  نقوم بوضع كيس بلاستيك اسفله ثم نجلب مشرط ونقوم بفتح الخراج من أسفله ثم نقوم بتصفية ما به من صديد حتى يظهر الدم، وبعد ذلك يقوم بجلب شاش ويضع عليها مطهر اليود ثم يقوم بإداخلها مكان الخراج، ويناوب على تغيير هذا الشاش مرتين يوميا، وبخلاف هذين المرضين توجد أمراض أخرى تصيب الغنم والماعز مثل الحمى القلاعية وغيرها من الأمراض، ويمكن تجنب هذه الامراض من خلال الالتزام بجدول التحصين والمتابعة مع أقرب طبيب بيطرى.

وهل تشكل نسبة النفوق نسبة مؤثرة لدى المربي؟

تشكل النفوق لأقصى نسبة له 10% ، ويحدث النفوق لدى الحيوانات الصغيرة، ويمكن منع ذلك من خلال تلافى أسبابها، والتى تتمثل فى عدم حصول المولود على لبن السرسوب أو تعرض الحيونات الصغيرة للصقيع الشديد أوالحرارة الشديدة، لذلك ننصح المربى بأن يحرص على توفير درجة حرارة ملائمة لحظيرته بحيث لا يكون به صقيع أو درجة حرارته مرتفعة، كما يجب أن يحصل الحيوان المولود على لبن السرسوب الذى يقيه من العديد من الأمراض.

وما هو وضع أبحاث الماعز والاغنام حاليا؟

الأبحاث موجودة، وما ينقصها هو الإمكانيات، ولدينا أبحاث كثيرة لكيفية تخفيض تكلفة التغذية من أجل تشجيع المستمرين على التربية، وقريبا سيتم مناقشة رسالة ماجستير لمحمود شعبان وهو معيد بكلية الزراعة بجامعة الأزهرتناول فيها دراسة تأثير التغذية بزيت بذرة الكتان على تركيب لبن الماعز.

كيف يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم؟

من خلال التوسع فى إقامة المزارع فى المناطق الصحراوية واتباع الأسلوب الحديث فى إنتاج الأغنام والماعز، وهذا قد يوصلنا فى يوم من الأيام لتحقيق الإكتفاء الذاتى.

ما الذى تتمنى تحقيقه فى قطاع الماعز والأغنام؟

اتمنى أن نتوسع فى انتاجهما خلال السنوات المقبلة.