السبت 20 أبريل 2024 مـ 10:20 صـ 11 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حقائق حول تجربة ”القمح المبرد”

عن تجربة القمح المبرد سأتحدث.

نحن نرحب بأي تجربة لزيادة حبة قمح واحدة تساهم في الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي، ونثمن ونقدر جهود علماء المركز القومي لبحوث المياه لقيامهم بهذه التجربة الثمينة لزيادة الرقعة الزراعية من القمح وزيادة إجمالي الإنتاج، ولكن يجب مناقشة أمور كهذه في ميادينها العلمية، وخاصة ونحن نمتلك أكبر مركز بحثي زراعي علي مستوي الشرق الأوسط، وبه خيرة العلماء في معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن لم يكن هو أكبر تجمع لأساتذة المحاصيل علي مستوي العالم، ويكفيهم ما استنبطوه من أصناف تزيد الإنتاج في كافة المحاصيل وخاصة في محصول القمح.

وأقدم فيما يلي بعض النقاط مستشهدا بما كُتِب على لسان أصحاب التجربة:

يزرع القمح الجديد مرتين بالعام، المرة الأولى من 15 سبتمبر والحصاد في منتصف يناير، والمرة الثانية في أول فبراير لنهاية مايو، أي أن القمح يستمر 9 أشهر في الأرض، ويبقى ثلاثة أشهر لتجهيز الأرض وزراعة محصول آخر.

من واقع النتيجة، أن الاستغلال الوحيد للأرض خلال الأشهر الثلاثة الباقية من العام، سوف يكون بمحصول البرسيم، حتي يمكن أخذ حشتين منه فقط، وهذا لا يكفي للحيوانات المزرعية، إلا باستخدام تجربة د. محمد فتحي سالم في زراعة البرسيم، باستخدام سماده الحيوي، ولا يمكن زراعة أي محصول آخر بنفس الأرض، حيث أن محصول الذرة بنوعيه الشامية والصفراء يحتاج إلي 100- 120 يوما.

أكد علماء مركز المياه توفير 30% من مياه الري، مع العلم أن القمح يحتاج من 5-6 ريات خلال الموسم الواحد مما يعني أننا أمام 10-12 رية للموسمين، مع مراعاة أن محصول القمح شتوي، وتسد الأمطار من 1-2 رية في شمال مصر، ومع الزراعة في فصل الربيع والبداية المبكرة في سبتمبر، نحتاج إلي كميات أكبر من الريات مع ارتفاع حرارة الجو، فكيف توفر التجربة الجديدة 30% من مياه الري (4 ريات فقط)؟؟

بخصوص سد العجز في الفجوة الغذائية، أظهرت العديد من التجارب في مصر أن الاكتفاء الذاتي من محصول القمح ميسر وسهل تطبيقه فيما يتعلق برغيف الخبز، لأن احتياجاتنا 8-9 ملايين طن وبإمكان مصر إنتاج نحو 9 ملايين طن، فلو أُحسِن تخزينه، مع دفع قيمة مالية مجزية للأردب للمزارع، يمكن تحقيق على الأقل من 80-90% من الاكتفاء الذاتي لرغيف الخبز (يمكن الرجوع إلي ما كتب عن الاكتفاء الذاتي في دراستي ودراسات الآخرين).

أكد علماء مركز بحوث المياه أنهم قاموا بالتجربة في حقول إرشادية تتراوح بين 5-30 فدان وبمناطق مختلفة وبطرق ري مختلفة، مستخدمين تقاوي من إنتاج وزارة الزراعة موصى بها إرشاديا، وهي: جميزة 11، وسدس 12، ومصر 1، وقالوا إنهم حصلوا على متوسط إنتاج للفدان 9-10 أردب بالمناطق الرملية، و14-16 أردب للأراضي الطينية، وقارنوا ذلك بالمتوسط العام لكافة الأراضي وهو 18 أردب للفدان (نشرة وزارة الزراعة)، وهنا ننوه إلى أنه كان من الواجب المقارنة بحقول الارشاد للحملة القومية.

الحقيقة، أنك عندما تزرع في حقول إرشادية يجب أن تقارن بحقول إرشادية يصل إنتاجها العادي في المتوسط إلى 28 أردب (من 22-32 أردب)، مما يعني أن متوسط الحقول الإرشادية بمركز بحوث الري أنتجت في الموسمين من 23-26 أردب، وهذا أقل مما تنتجه الحقول الارشادية العادية المزروعة من الحملة أو من إدارة الإرشاد الزراعي في موسم واحد (28 أردب).

الجزء الأهم، أنه من المتعارف عليه أن الإنتاج العام للمزارعين لأي محصول يقل بنسبة 30-40% عن الحقول الإرشادية، مما يعني أن تطبيق تجربة علماء مركز بحوث الري سوف تقل بنفس النسبة لأن غالبية المزارعين ليس لديهم المعارف والمهارات التامة التي تستخدم في الحقول الإرشادية، أي أن المتوسط العام سينخفض في الأراضي الرملية من 9-10 أردب إلى 6-7 أردب لدي المزارعين. وسينخفض بالتالي الأراضي الطينية من 14-16 أردب إلى 9-11 أردب لدي المزارعين.

اي أن المحصول من الموسمين سيعطي إجمالي عام من 15-18 أردب، بمتوسط 16.5 أردب للموسمين ونحقق الآن 18 أردب من موسم واحد فقط، ومع استخدام بعض التجارب الناجحة نحقق 20 أردب وأكثر.

نهاية، نؤكد هنا على أن ما يهمنا هو زيادة الإنتاج، وسد الفجوة نحو الاكتفاء الذاتي من القمح، ونثمن جهود علماء المركز القومي لبحوث المياه، عسي الله أن يكلل مساعي الجميع بالنجاح والتوفيق.